بقلم / د. محمد أبو بكر
العنوان الكبير لزوم الإعلام والشعوب هو رفض تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، ولكن خلف هذا المانشيت العريض يكمن ما هو أخطر، وما تخطط له بعض الأنظمة العربية إرضاء لترامب، يصبّ في مصلحة كيان الاحتلال، الذي يضع خططا هو الآخر للتهجير، ليس فقط من قطاع غزة، بل ومن الضفة الغربية أيضا.
أنظمة عربية تصرّح في وسائل الإعلام المختلفة بأنّ إعمار غزة سوف يجري دون تهجير الشعب الفلسطيني، كلام جميل، غير أنّ الأخطر يكمن في أنّ هذه الأنظمة لن تقوم بالتعمير ما لم يتمّ نزع سلاح المقاومة، وهنا يمكن القول بأنّ الخيانة تتجلّى بأبشع صورها، فهذه الأنظمة تتماهى مع الموقف الصهيوني تماما، فاليوم التالي عند هؤلاء يجب أن يكون بدون حماس، والتي لن يكون لها أيّ دور في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة، كما يخططون.
وهذا يعني بأنّ الآلاف من الشهداء والجرحى والتدمير الكامل لغزة ليس ذات قيمة عند تلك الأنظمة، والتي مازالت تمارس خبثها تجاه الشعب الفلسطيني، والذي يزداد تمسّكا بالمقاومة، وهو على استعداد للعيش فوق الدمار والخراب على أن يتخلّى عن مقاومته البطلة، والتي باتت تؤرّق العديد من الأنظمة، كما هو حال حكومة اليمين الصهيوني.
المؤامرات والدسائس مازالت مستمرة، وماذا يعني نزع سلاح المقاومة؟ باختصار منع أي تهديد لكيان الاحتلال، وبداية تصفية القضية الفلسطينية، وطيّ هذا الملف نهائيا، والذي يتواصل اليوم في الضفة الغربية من خلال عمليات تدمير ممنهجة للمخيمات، والتي هي عنوان النكبة الفلسطينية قبل أكثر من ستة وسبعين عاما.
يعتقد هؤلاء العربان بأنّ وجود المقاومة الفلسطينية واستمرارها هو تهديد لوجودها، هي مجرّد كيانات كرتونية، تخشى من وصول ( فيروس ) المقاومة إلى ديارها، ولذلك تحاول القيام بأيّ فعل باتجاه القضاء على حماس والمقاومة، وهذا بالطبع لن يكون أبدا، فالمقاومة باقية ويشتد عودها، في حين أنّ هذه الأنظمة ترتعد خوفا ورعبا، وربما تشهد سقوطا مدوّيا في أيّ لحظة.
المصيبة الكبرى أنّ هذه الأنظمة استمرأت الخيانة، ربما تعتبرها وجهة نظر، في حين نعتبرها نحن غوصا في مستنقع العمالة والتواطؤ والتخاذل المستمر على القضية الفلسطينية، ليس من اليوم، بل منذ أكثر من مئة عام.
أخاطب حكّام هذه الأنظمة بالقول.. نحن في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، عودوا إلى رشدكم، توبوا إلى الله توبة صادقة، اتركوا ما أنتم فيه من خيانة ووقوف إلى جانب أعدائنا الصهاينة والأمريكان، المجال مازال مفتوحا أمامكم لترك هذه المعاصي، وأعلم بأنّكم غارقون في المعاصي وبأشكال مختلفة، اتّقوا الله في شعوبكم، اتركوا الشعب الفلسطيني، فهو قادر على فعل المعجزات دون الحاجة إليكم.
ملاحظة.. هل هؤلاء الحكّام يصومون رمضان، أم أنّ ممارسة فعل الخيانة يمنعهم من ذلك؟ المشكلة.. أنّ الخيانة تسري في الدمّ!
ختاما.. إلى أفضل البشر، إلى أعظم شعب في التاريخ، إلى الفلسطينيين في كل أصقاع الأرض وخاصة في غزة؛ كل عام وأنتم بخير، والطريق إلى القدس وكل أرض فلسطين باتت قريبة بفضلكم أنتم فقط.
التعليقات : 0